كتاب: مجمع الأمثال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


3824- مَا كلُّ رامِي غَرَضٍ يُصِيبُ

يضرب في التأسِيَةِ عن الفائت‏.‏

3825- ما هذا البِرُّ الطَّارِقُ

يُقَال ‏"‏طَرَقَ‏"‏ إذا أتى ليلاً‏.‏

يضرب في الإحسان يُسْتَبْعد من الإنسان‏.‏

ويروى ‏"‏الطارف‏"‏ أي الجَدِيدُ‏.‏

3826- مِنْ قَرِيبٍ يُشْبِهُ العَبْدُ الأمَةَ

أي لاَ يكون بينها كثيرُ فرقٍ‏.‏ يضرب في المُتَقَارِبَيْنِ في الشَّبَه‏.‏

مِنْ قَدِمٍ مَا كَذَبَ النَّاسُ

يعنى أن الكذب قديماً يستعمل ليس بِبِدْعٍ مُحْدَثٍ‏.‏

3828- مالَهُ رُواءُ ولاَ شاهِدٌ

الرُّوَاء‏:‏ المنْظَر، والشاهد‏:‏ اللسان، أي ماله مَنْظَر ولاَ مَنْطِق‏.‏

3829- منْ حَدَِّثَ نَفْسَهُ بِطُولِ البَقَاءِ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ عَلَى المَصائِب

وهذا يروى عن عبد الرحمن بن أبى بكر رضي الله عنهما‏.‏‏[‏ص 275‏]‏

3830- مَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى ما فَاتَهُ أَرَاحَ نَفْسَهُ

قَالَه أكثم بن صيفي‏.‏ يضرب في التَّعْزِية عند المصيبة وحَرَارتها وتَرْك التأسُّفِ عليها‏.‏

3831- ما أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ

أي ما أشبَهَ بعضَ القوم ببعض‏.‏ يضرب في تساوِي الناس في الشر والخديعة‏.‏

وتمثل به الحسنُ رضي الله عنه في بعض كلامه للناس‏.‏

وهو من بيت أولُه‏:‏

كُلُّهُمُ أرْوَغُ من ثَعْلَبٍ * مَا أشْبَهَ الَّليْلَةَ بِالبَارِحَهْ

وإنما خص البارحة لقُرْبِهَا منها، فكأنه قَالَ‏:‏ ما أشبه الليلة بالليلة، يعنى أنهم في اللؤم من نصاب واحد، والباء في ‏"‏البارحة‏"‏ من صلة المعنى، كأنه في التقدير شيء يشبه الليلة بالبارحة، يُقَال‏:‏ شبهته كذا وبكذا‏.‏ يضرب عند تشابه الشيئين‏.‏

3832- المَرْءُ بِخَلِيلِهِ - أي مقيس بخليله - فَلْيَنْظُر امْرُؤٌ مَنْ يُخَالِلُ

يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

3833- مَلِّكْ ذا أمرٍ أَمْرَهُ

أي كِلِ الأمور إلى أربابها، ووَلِّ المالَ رَبَّه، أي هو المعنىُّ به دون غيره‏.‏

يضرب في عناية الرجل بماله‏.‏

3834- ما عِنْدَهُ ما يُنَدَّى الرَّضَفَةَ

قَالَ الأَصمعي‏:‏ أصلُ ذلك انهم كانوا إذا أعْوَزَهم قِدْرٌ يطبخون فيها عملوا شيئاً كهيئة القِدْر من الجُلُود وجعلوا فيه الماء واللبن، وما أرادوا من وَدَك، ثم ألْقَوْا فيها الرضَفَ - وهى الحجارة المُحْمَاة - لتُنْضِجَ ما في ذلك الوعاء، أي ليس عند هذا من الخير ما يُنَدِّى تلك الرضفة‏.‏

يضرب للبخيل لاَ يخرج من يده شيء‏.‏

3835- أَمْرَعَ وَادِيِهِ وَ أَجْنَى حُلَّبُهُ

الحَلَّبُ‏:‏ نبتٌ ينبسط على وجه الأَرض يقال‏:‏ تَيْسُ حُلَّبٍ كما يُقَال‏:‏ قنفذُ برقة، والحُلَّب سُهْلى تَدُومُ خُضرته‏.‏

يضرب لمن حسنت حالُه‏.‏

وأجنى‏:‏ أي جاء بالجَنَى، وهو ما يُجْتَنَى، ومعناه أثمر‏.‏

3836- مَرْعْىً وَلاَ كَالسَّعْدَانِ

قَالَ بعض الرواة‏:‏ السَّعْدَان أخْثَرُ العُشْبِ لَبَنَا، وإذا خَثَرَ لبنُ الراعية ‏(‏خثر اللبن - كنصر - ثخن واشتد، فهو خائر‏)‏

كان ‏[‏ص 276‏]‏ أفضَلَ ما يكون وأطيَبَ وأدْسَمَ، ومنابِتُ السَّعْدان السهولُ، وهو من أنجع المَرَاعِي في المال، ولاَ تحسنُ على نبتٍ حُسْنَهَا عليه، قَالَ النابغة‏:‏

الوَاهِبُ المِائِةَ الأبكارَ زَيَّنَهَا * سَعْدَانُ تُوضِحَ فِي أوبَارِهَا اللِّبَدُ

يضرب مثلاً للشيء يَفْضُل على أقرانه وأشكاله‏.‏

قَالَوا‏:‏ و أولُ من قَالَ ذلك الخَنْسَاء بنت عمرو بن الشريد، وذلك أنها أقبلت من الموسم فوجَدَتْ الناسَ مجتمعين على هند بنت عتبة بن رَبيعة، ففرجَتْ عنها وهي تنشدهم مراثي في أهل بيتها، فلما دنَتْ منها قَالَت‏:‏ على مَنْ تبكين‏؟‏ قَالَت‏:‏ أبكى سادةً مَضَوا، قَالَت‏:‏ فأنشِدِينِي بعضَ ما قلت، فَقَالَت هند‏:‏

أبْكِى عَمُودَ الاَبْطَحَيْنِ كِلَيْهِمَا * ومَا نَعِهَا مِنْ كُلِّ بَاغٍ يُرِيدُهَا

أبُو عُتَبَةَ الفَيَّاض وَيْحَكِ فَاعْلَمِي* وشَبِيبَة وَالحَامِي الذِّمَارِ وَلِيدُهَا

أولئِكَ أهْلُ العِزِّ مِنْ آل غَالِبٍ * وَللمجد يوم حين عُدَّ عَدِيدُهَا

قَالَت الخنساء‏:‏ مَرْعىً ولاَ كالسعدان، فذهبت مثلاً، ثم أنشأت تقول‏:‏

أَبْكِي أَبَا عَمْرٍو بَعَيْنٍ غَزِيرَةٍ * قَلِيل إذا تُغْفِى العُيُونُ رُقُودُهَا

وَصَخْراً وَمَنْ ذَا مِثْلُ صَخْرٍ إذا بَدَا * بِسَاحَتِهِ الأبطَالُ قُبَّاً يَقُودُهَا

حتى فرغت من ذلك؛ فهي أول من قَالَت ‏"‏مَرْعىً ولاَ كالسَّعْدَانِ‏"‏

ومرعى‏:‏ خبر مبتدأ محذوف، وتقديره هذا مرعى جيد، وليس في الجودة مثل السعدان‏.‏

وقَالَ أبو عبيد‏:‏ حكى المفضل أن المثل لامرأة من طيئ، كان تزوجها امرؤ القيس بن حُجْر الكندي، وكان مُفَرَّكاً، فَقَالَ لَها‏:‏ أين أنا مِنْ زوجك الأول‏؟‏ فَقَالَت‏:‏ مَرْعىً ولاَ كالسَّعدان، أي إنك وإن كنت رِضاً فلستَ كفلاَن‏.‏

3837- المَالُ بَيْنِي وبَيْنَكَ شِقَّ الأَبلمَةِ

ويروى ‏"‏ الأَبلمة‏"‏ بالفتح‏.‏

قَالَ أبو زياد‏:‏ هي بَقْلة تخرج لها قرون كالباقلاَ، فإذا شَقَقَتْهَا طولاً انشقَّت نصفين سواء من أولها إلى آخرها‏.‏

يضرب في المُسَاواة والمشاركة في الأمر

وشِقَّ‏:‏ نصبٌ على المصدر من معنى قوله ‏"‏المال بيني وبينك‏"‏ أي مشقوق بيني وبينك‏[‏ص 277‏]‏‏.‏

3838- مَثَلُ المُؤْمنِ مَثَلُ الخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُفِيئُهَا الريْح مَرَّة ههُنَا وَمَرَّةً هَهُنَا، ومثَلُ الكافِرِ مَثَلُ الأرزة المُحْدَبَةِ عَلَى الأَرض حتَّى يَكُونُ انْجِعَافُهَا مَرَّة وَاحِدَةً‏.‏

قَالَه النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قَالَ أبو عبيد‏:‏ شبه المؤمنَ بالخامة التي تُمِيلها الريحُ لأنه مُرَزَّأ في نفسه أهله وولده وماله، وأما الكافر فمثلُ الأرزة التي لاَ تُمِيْلها الريحُ، والكافر لاَ يُرْزَأ شيئاً حتى يموتَ، وإن رُزئ لم يؤجَرْ عليه، فشبه موتَه بانْجِعَافِ تلك حتى يلقى الله بذنوبه‏.‏

3839- مَرْعىً وَلاَ أكُولَةً

الأكُولة‏:‏ الشاة التي تُغْزَل للأكل وتُسَمَّن‏.‏

يضرب للمتمِّولِ لاَ آكِل لماله‏.‏

3840- أمرْعْتَ فانْزِلْ

يُقَال ‏"‏أمْرَعَ الوادى‏"‏ و ‏"‏مَرُع‏"‏ بالضم - أي كثر كَلَؤه، و‏"‏أمْرَعَ الرجلُ‏"‏ إذا وجَد مكاناً مَرِيعاً‏.‏

يضرب لمن وقَع في خِصْب وسَعَة ومثله ‏"‏أعْشَبْتَ فَانْزِلْ‏"‏‏.‏

3841- مَا ضرَّ نَابِى شَوْلُهَا المُعَلَّقُ إن تَرِدِ المَاءَ بِمضاءَ أوْثَقُ

الشَّوْل‏:‏ القليل من الماء‏.‏

يضرب في حمل مالاَ يضرك إن كان معك، وينفعك إن احْتَجْتَ إليه‏.‏

وهذا مثل قولهم ‏"‏إن ترد الماءَ بماء أكْيَسُ‏"‏

3842- مَاءٌ وَلاَ كَصَدَّاءَ

قَالَ المفضل‏:‏ صداء‏:‏ رَكِيَّة لم يكن عندهم ماءٌ أعذبُ من مائها، وفيها يقول ضِرَار السَّعْدِي‏:‏

وَإنِّي وَتَهْيَامِى بزَيْنَبَ كالَّذِي * تَطَلَّبَ مِنْ أحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرباَ

يريد أنه لا يَصِلُ إليها إلا بالمُزَاحمة لفَرْط حسنها كالذي يَرِدُ هذا الماء فإنه يزاحم عليه لفَرط عذوبته‏.‏

قَالَ المبرد‏:‏ يروى عن ابنة هانئ بن قبيصة أنه لما قتل لَقِيط بن زُرَارة من دارم فتزوجها رجل مِنْ أهلها فكان لا يزال يراها تذكر لقيطاً، فَقَالَ لها ذاتَ مرة‏:‏ ما استحسنت من لقيط‏؟‏ قَالَت كل أموره حَسَن، ولكني أحَدَّثُكَ أنه خَرَجَ إلى الصيد مرةً وقد ابتَنَي بي، فرجع إلي وبقميصه نَضْحٌ من دماء صيد، والمِسْكُ يَضُوع من أعطافه، ورائحةُ الشراب من فيه، فَضَمَّنِى ‏[‏ص 278‏]‏ ضمةً، وشَمَّني شَمة فليتني متُّ ثَمَةَ، قَالَ‏:‏ ففعل زوجُها مثلَ ذلك ثم ضمها، وقَالَ لها‏:‏ أين أنا من لقيط‏؟‏ قَالَت ماءٌ ولاَ كصَدَّاء‏!‏ ويروى على وزن حَمْرَاء، قَالَ الجوهرى‏:‏ سألت أبا علي - يعنى الفَسَوَى - فقلت‏:‏ أهو فَعْلاَء من المضاعف‏؟‏ قَالَ نعم، وأنشدني قَولَ ضِرار بن عتبة السعدي ‏:‏

كأنِّي من وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هَائِمٌ * يُخَالِسُ مِنْ أحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرَباً

يَرَى دُونَ بَرْدِ الماء هَوْلاً وَذَادَةً * إذا اشْتَدَّ صَاحُوا قَبْلَ أنْ يَتَجَنَّبَا

أي قبل أن يَرْوَى، وبعضهم يرويه بالهمز وسألت عنه رجلاً في البادية من بني سُلَيم فلم يهمزه

3843- المَاءُ مِلْكُ أمْرٍ

ويروى ‏"‏ملك الأمر‏"‏ أي هو مِلاَكُ الأشياء‏.‏

يضرب للشيء الذي يكون مِلاَكَ الأمر، عن أبى زيد‏.‏

3844- ما أقومُ بِسَيْلِ تَلعاتِكَ

أي ما أطيقُ هجاءك وشَتْمَكَ ولا أقوم لهما

3845- مَا أنتَ بِلُحْمَةٍ وَلاَ سَتَاةٍ

السَّتَاة والسَّدَاة واحد، وهما ضدُّ اللحمة يضرب لمن لاَ يُنْتفَع منه بشيء ولاَ يصلح لأمر‏.‏

3846- ما أنتَ بنَيْرَةٍ ولاَ حَفَّةٍ

النَّيْرَة‏:‏ الخَشَبة المعترضة، والحَفَّة‏:‏ القَصَبَاتُ الثلاَث‏.‏

يضرب لمن لاَ ينفع ولاَ يضر‏.‏

3847- مَا عِقَالَكَ بِأنْشُوطَةٍ

العِقَال‏:‏ ما يُعْتَقَل به البعير، والأنشُوطة‏:‏ عقدة يَسْهُل انحلاَلها، أي ما مودَّتُكَ بواهية، وتقديره ما عقد عقالك بعقد أنشوطة، فحذف ‏"‏عقد‏"‏ قَالَ ذو الرمة‏:‏

وَقَدْ عَلِقَتْ مَىٌّ بقَلْبى عَلاَقَةً * بَطِيئاً عَلَى الشُّهُور انحِلاَلُها

3848- مَا بِهَا عَلَى نَافِخُ ضَرْمَةٍ

‏"‏بها‏"‏ أي بالدار، والضَّرْمَة‏:‏ ما أضرمْتَ فيه النار كائناً ما كان، ويعني بالمثل ما في الدار أحَدٌ، وفي حديث علي رضي الله عنه‏:‏ يَوَدُّ معاويةُ أنه ما بقى من بنى هاشم نافخُ ضَرْمة إلاَ طُعِنَ في نيطه، أي في نِيَاطِ قلبه

3849- ما عَلَيْهَا خَضَاضٌ

الخَضَاض‏:‏ الشيء اليسير من الحلى، قَالَ الشاعر‏:‏

وَلَوْ أشْرَفَتْ مِنْ كفة السِّتْرِ عَاطِلاً * لَقُلْتُ‏:‏ غَزَالٌ مَا عَلَيْهِ خضَاضُ

يضرب في نفى الحلى عن المرأة‏.‏

3850- ما كَفَى حَرْباً جَانِيهَا

أي إنما يكون صلاَحُهَا بأهل الأناة ‏[‏ص 279‏]‏ والحلم، لاَ بمن جَنَاها وأوقد لظَاهَا، وقَالَ‏:‏

لكِنْ فَررْتُ حِذَارَ المَوْتِ مُنْكَفِئاً * وَلَيْسَ مُغْنِىَ حَرْبٍ عَنْكَ جَانِيهَا

قَالَ أبو الهيثم‏:‏ أي من أفسد أمراً لم يُتَوَقَّع منه إصلاَحُه‏.‏

3851- مَحَا السَّيْفُ ما قَالَ ابْنُ دَارَةَ أَجْمَعَا

ابن دَارَة‏:‏ هو سالم بن دَارَةَ أحدُ بني عبد الله بن غَطَفَان، ودارة‏:‏ أمه، وكان هجا بعضَ بنى فَزَارة فَقَالَ‏:‏

أبْلِغْ فَزَارَةَ أنِّي لَنْ أُصَالَحَهَا * حَتَّى يَنِيكَ زَمَيْلٌ أمَّ دِينَارِ

فاغتاله زُمَيل فقتله، قَالَ‏:‏

أنَا زُمَيْلٌ قَاتِلُ ابْنِ دَارَهْ * وَرَاحِضُ المَخْزَاةِ عَنْ فَزَارَهْ

وفيه يقول الكميت‏:‏

أبَتْ أمُّ دِيْنَارٍ فأصبَحَ فَأصْبَحَ فَرْجُهَا * حَصَاناً وَقُلِّدْتُمْ قَلاَئِدَ قوزعا

خُذُوا العَقْلَ إنْ أعْطَاكُمْ العَقْلَ قَوْمُكُمْ * وَكُونُوا كَمَنْ سِيْمَ الهَوانَ فأَرْتَعَا

وَلاَ تُكْثِرُوا فِيهِ الضَّجَاجَ فَإنَّهُ * مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابْنُ دَارَةَ أجْمَعَا

قَالَ المفسرون‏:‏ أراد بقوله ‏"‏قلاَئد قوزع‏"‏ الداهيةَ والعارَ

3852- مَازِ رْأْسَكَ والسِّيْفَ

قَالَ الأَصمعي‏:‏ أصل ذلك أن رجلاً يُقَال له ‏"‏مازن‏"‏ أسَرَ رجلاً، وكان رجل يطلب المأسور بِذَحْل، فَقَالَ له‏:‏ مازِ - أي يا مازن - رأسَكَ والسيفَ، فنحَّى رأسه، فضرب الرجل عنق الأسير

قلت‏:‏ قَالَ الليث‏:‏ إذا أراد الرجلُ أن يضرب عنقَ آخر يقول‏:‏ أخرج رأسَك فقد أخطىء حتى يقول‏:‏ ما زِرَأسَك، أو يقول‏:‏ مَازَ، ويَسكت، ومعناه مُدَّ رأسكَ‏.‏

قَالَ الأزهرى‏:‏ لاَ أعرف ‏"‏مازِ رأسَكَ‏"‏ بهذا المعنى، إلاَ أن يكون بمعنى مايز، فأخَّرَ الياء فَقَالَ ماز وأسقطت الياء في الأمر

3853- مَخْشُوبٌ لَمْ يُنَقَّحْ

المخشوب‏:‏ المقطوع من الشجر قبل أن يصلح، ويُقَال ‏"‏سيف خَشِيب‏"‏ للذى لم يتم عمله، ويُقَال أيضاً للصَّقِيل ‏"‏خشيب‏"‏ وهو من الأضداد‏.‏

يضرب للشيء يبتدأ به ولم يهذب بعد

3854- ما تَنْهَضُ رَابِطَتُهُ

ويروى ‏"‏ماتقوم رابضتُه‏"‏ وهي الصيد يَرْميه الرجلُ فيقتل أوْيَعينُ ‏(‏يعين‏:‏ يصيب بعينه‏)‏

فيقتل وأكثر ما يُقَال في العين ‏[‏ص 280‏]‏

يضرب للعالم بأمره‏.‏

3855- ما أصَيْبتُ مِنْهُ أَقْذَّ ولاَ مَرِيشاً

الأقذُّ‏:‏ السهم الذي لاَ ريش عليه، والمَرِيشُ‏:‏ الذي عليه الريش، أي لم أظفر منه بخير قليلٍ ولاَ كثير‏.‏

3856- مالَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ هذا دُعاء في موضع المدح، نحو قولهم ‏"‏قاتلة الله ما أفْصَحَه‏"‏ قَالَ امرؤ القيس‏:‏

فَهْوَ لاَ تَنْمِى رَمِيَّتُهُ * مَالَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ

قوله ‏"‏لاَ تَنْمى رميته‏"‏ أي لاَ ترتفع من مكانها الذي أصابها فيه السهم لحِذْقِ الرامي ثم قَالَ ‏"‏لاَ عد من نفره‏"‏ أي أماته الله حتى لاَ يُعَدَّ منهم، كما يُقَال ‏"‏قاتله الله‏"‏ ومعناه لاَ كان له غير الله قاتلاً، أي أنه لاَ قِرْنَ له يَقْدِرُ على قتله فلاَ يقتله غير الله تعالى

قَالَ أبو الهيثم‏:‏ خرج هذا وأمثاله مخرج الدعاء، ومعناه التعجب، والنَّفَر‏:‏ واحدهم رجل، ولاَ امرأة في النفر، ولاَ في القوم‏.‏

3857- مِنَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ

يضرب للذي يخطئ مراراً يصيب مرة والخواطئ‏:‏ التي القِرْطَاس، وهي من خَطِئَتْ أي أخطات، قَالَ أبو الهيثم‏:‏

وهى لغة رديئة، قَالَ‏:‏ ومَثَلُ العامة في هذا ‏"‏ربَّ رميةٍ من غير رام‏"‏ وانشد محمد بن حبيب‏:‏

رمتني يَوْمَ ذَاتِ الغمر سَلْمى * بسَهْم مُطْعِمِ للصيد لأم

فَقُلْتُ لَهَا أصبْتِ حَصَاةَ قَلْبِى * وَرُبَّةَ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامِ

وقَالَ أبو عبيد‏:‏ يضرب قوله ‏"‏من الخواطئ‏"‏ للبخيل يُعْطِى أحياناً على بخله

3858- مِنْ أَنَّى تَرْمِى الاَقْرَعَ تَشُجُّهُ

يضرب لمن عَرَّضَ أغراضه للعائب فلاَ يستتر من ذلك بشيء‏.‏

3859- ما قُرِعَتْ عَصاً عَلَى عَصَاً إلاَ حَزِنَ لَهَا قَوْمٌ وَسُرَّ لَهَا آخَرُونَ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ معناه لاَ يحدث في الدنيا حادث فيجتمع الناس على أمر واحد من سرور وأحزان، ولكنهم فيه مختلفون

قلت‏:‏ وإنما وَصَله بعلى وحقه ‏"‏ما قرعت عَصاً بعصاً‏"‏ على معنى ما ألقيت أو أسقطت عَصاً على عَصاً‏.‏

3860- ما مِثْلُ صَرْخَةِ الحُبْلَى

ويروى ‏"‏صَيْحَة الحبلى‏"‏ أي صحية شديدة عند المصيبة أو غيرها‏.‏‏[‏ص 281‏]‏

3861- ما كانُوا عِنْدَنا كَكُفَّةِ الثَّوْبِ

أي من هَوَانهم علينا

3862- مَا عَلَيْهِ فِرَاضٌ

أي شيء من لباس وكذلك‏:‏

3863- مَا عَلَيْهِ طَحْرَبَةٌ، وطَحْرِبَةٌ، وَطُحْرُبَةٌ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ وفي الحديث ‏"‏يُحْشَر الناس يوم القيامة وليس عليهم طَحْرَبَةٌ‏"‏

3864- ما ذُقْتُ عَضَاضاً، ولاَ لَمَاجاً، ولاَ أكَالاً، ولاَ ذَوَاقاً، ولاَ قَضَاماً

أي شيئاً يُعَضُّ ويُلْمج ويؤْكل ويُذَاق ويُقْضَم

ومثل هذا كثيرٌ، مثل قولهم‏:‏

3865- ما ذُقْتُ عَلُوساً، ولاَ عَذُوفاً، ولاَ عًذَافاً

بالذال والدال، وكلها بمعنى

3866- مَهْلاَ فُواقَ نَاقَةٍ

أي أمْهِلْنِي قَدْرَ ما يجتمع اللبن في ضَرْع الناقة، وهو مقدار ما بين الحلبتين والفِيقَةُ‏:‏ اسم ذلك اللبن‏.‏

3867- مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ يُذيِبُ

قَالَ الأَصمعي‏:‏ أصل هذا أن المرأة تَسْلأ السمنَ فيرتَجِنُ أي يختلط خائرة برقيقه فلاَ يصفو، فتبرم بأمرها، فلاَ تدري أتوقد هذا حتى يصفو وتخشى أن أوقدَتْ أن يحترق، فلا تدري أتنـزل القدر غير صافية أم تتركها حتى تصفو، وأنشد أبن السكيت‏:‏

تَفَرّقَتِ المُخَاضُ عَلَى ابنِ بو * فَمَا يَدْرِى أيخُثِرُ أمْ يُذيبُ

وقَالَ بشر‏:‏

وكُنْتُ كَذَاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ إذَا غَلَتْ * أتُنْزِلُهَا مَذْمُومَةً أمْ تُذِيبُهَا

يضرب في اختلاَط الأمر

3868- مَا كُلُّ بَيْضَاء شَحْمَةً، ولاَ كُلُّ سَوْدَاءَ تَمْرَةً

وحديثه أنه كانت هندُ بنت عَوْف بن عامر بن نِزار بن بجيلة تحت ذُهل بن ثعلبة ابن عُكابة، فولدت له عامراً وشيبان، ثم هَلَكَ عنها ذهل، فتزوجها بعده مالكُ بن بكر بن سعد بن ضبة، فولدت له ذُهْلَ ابن مالك، فكان عامر وشيبان مع أمها في بنى ضَبَّة، فلما هلك ملك بن بكر انصرفا إلى قومهما، وكان لهما مال عند عمهما قيس بن ثعلبة، فوجَدَاه قد أتْوَاه، فوثب عامر بن ذُهْل فجعل يحتفه، فَقَالَ قيس‏:‏ يا ابن دَعْنِي ‏[‏ص 282‏]‏ فإن الشيخ متأوه، فذهب قوله مثلاً، ثم قَالَ‏:‏ ما كل بيضاء شَحْمَة، ولاَ كل سوداء تمرة، يعنى أنه وإن أشْبَهَ أباه خَلْقَاً فلم يشبه خُلْقاً، فذهب قوله مثلاً‏.‏

يضرب في موضع التهمة‏.‏

3869- مَا أصْغَيْتُ لَكَ إنَاءً ولاَ أصفَرْتُ لَكَ فِنَاءً

أي ما تعرضت لأمر تكرهه، يعنى لم آخذ إبلَكَ فيبقى إناؤك مكبوبا لاَ تجدُ لَبَناً تحلبه فيه ويبقى فناؤك خالياً لاَ تجد بعيراً يَبْرُك فيه وذكر عن علىٍّ رضي الله عنه أنه قَالَ‏:‏ اللهم إنى أستعديكَ على قريش، فإنهم أصْغُوا إنائى وأصْفَرُوا عظم منزلتي وقدري‏.‏

3870- ما أَنْتَ بِخَلٍّ وَلاَ خَمْرٍ

قَالَ أبو عمرو‏:‏ بعض العرب يجعل الخمر للذتها خيراً والخل لحموضته شراً، وأنه لاَ يقدر على شربه، وبعضهم يجعل الخل شراً والخل خيراً، ويقولون‏:‏ لست منه هذا الأمر في خل ولاَ خمر، أ ي لست منه في خير ولاَ شر

3871- مَا بِهَا طَلٌّ وَلاَ نَاطِلٌ

الطَّل‏:‏ اللبن، والناطل‏:‏ الخمر، ويُقَال‏:‏ مكيال من مكاييل الخمر، وقَالَ الأحمر‏:‏ الناطل الفَضْلَة تبقى من الشراب في المكيال، والهاء في ‏"‏بها‏"‏ راجعة إلى الدار‏.‏

3872- مَتَى كانَ حُكْمُ الله فِي كَرَبِ النَّخْلِ‏.‏

كَرَبَ النخل‏:‏ أصولُ السَّعَف أمثال الكتف‏.‏

قَالَ أبو عبيدة‏:‏ وهذا المثل لجرير بن الخَطَفَى يقوله لرجل من عبد قيس شاعر‏.‏

قلت‏:‏ اسمه الصَّلَتَان العَبْدي كان قَالَ لجرير‏:‏

أرى شاعِرَ لاَ شَاعِرَ اليَوْمَ مِثْله * جَرِيرَ، ولَكِنْ فِي كُلَيْبٍ تَوَاضُعُ

‏(‏المحفوظ في صدر هذا البيت‏:‏ أيا شاعرا لاَ شاعر اليوم مثله*‏)‏

فَقَالَ جرير‏:‏

أقُولُ وَلَمْ أمْلِكْ بوَادرَ دَمْعَتِى‏:‏ مَتَى كَانَ حُكْمُ الله فِي كَرَبِ النَّخْلِ‏؟‏

وذلك أن بلاَد عبد القَيْس بلاَدُ النخل، فلهذا قَالَه‏.‏

يضرب فيمن يَضَعُ نفسه حيث لاَ يستأهل

3873- ما ظلمته نقيراً ولا فتيلاً

النَّقِير‏:‏ النُّقْرة التي في ظهر النَّواة، والفتيل‏:‏ ما يكون في شقِّ النَّوَاة، أي ماظلمته شيئاً‏.‏

3874- ما الخوَافِى كالقُلَبَةِ، وَلاَ الخُنَّازُ كالثُّعْبَةِ

الخوافى‏:‏ سَعَفُ النخل الذي دون القُلبَة، ‏[‏ص 283‏]‏

وهي جمع قَلْب وقِلْب وقُلْب، وكلها قُلْبُ النخلة ولُبُّها، أي لاَ يكون القِشرْ كاللب، وأما الخُنَّاز فهو الوَزَغَة، والثُّعَبْة‏:‏ دابة أغلظ من الوَزَغَة تلسع، وربما قتلت، قَالَه ابن دريد، قَالَ‏:‏ وهذا مثل من أمثالهم‏.‏

يضرب في الأمر بعضُه أسهَلُ من بعضٍ، والأول في تفضيل الشيء بعضِه على بعضٍ‏.‏

3875- ما نَقَصَ مِنْ مَالِكَ ما زَادَ في عَقْلِكَ

هذا مثل قولهم ‏"‏لم يضِعْ من مالك ما وَعَظَكَ‏"‏

3876- المَسْأَلَةُ آخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ

وهذا المثل عن أكْثَم بن صيفي في كلام له، وفي الحديث المرفوع ‏"‏المسألة كُدُوحٌ أو خُموشٌ في وجه صاحبها‏"‏ يعني إذا كان له غنى كما في حديث آخر ‏"‏ مَنْ سأل عن ظهر غِنىً جاء يومَ القيامة وفي وجهه كذا وكذا‏"‏

3877- مَالهُ أحَالَ وَأجْرَبَ

المُحِيلُ‏:‏ الذي حالت إبله فلم تَحْمِل، قَالَ الشاعر‏:‏

فَمَا طَلَبَتْ مِنِّي‏؟‏ أحَالَتْ وأجْرَبَتْ * وَمَدَّتْ يَدَيْهَا لاَحْتِلاَبٍ وَصَرَّتِ

دعا عليها أن تُحِيلَ وتُجْرِبَ وتصير أمةً تَصرُّ وتَحْلُب‏.‏

3878- مَثَلُ العَالِمِ كالحُمَّةِ يأتِيهَا البُعْدَاءَ ويَزْهَدُ فِيها القُرْباءُ

الحمة‏:‏ العَيْنُ الحارة الماء، وهذا مثل قولهم ‏"‏أزْهَدُ الناسِ في العالم أهلُه وجِيرَانُهُ‏"‏

3879- مَلكْت فأسْجِحْ

الإسْجَاحُ‏:‏ حسن العفوِ، أي ملكت الأمر علىَّ فأحْسِنِ العفوَ عني، وأصله السهولة والرفق، يُقَال‏:‏ مَشْيَةٌ سُجُح، أي سهلة، قَالَ أبو عبيد‏:‏ يروى عن عائشة أنها قَالَت لعلي رضي الله عنهما يومَ الجَمَل حين ظَهَرَ على الناس فَدَنا من هَوْدَجها ثم كَلَّمها بكلام فأجابته ‏"‏ملَكْتَ فأشجِحْ‏"‏ أي ملكت فأحسن، فجهزها عند ذلك بأحسن جهاز وبَعَثَ معها أربعين امرأة، وقَالَ بعضهم‏:‏ سبعين امرأة، حتى قدمت المدينة

3880- المَلَسى لاَ عُهْدَةَ

يُقَال ‏"‏ناقة مَلَسَى‏"‏ للتي تملُس ولاَ يَعْلَق بها شيء لسرعتها في سيرها، ويُقَال في البيع ‏"‏مَلَسَيِ لاَ عُهْدَةَ‏"‏ و ‏"‏أبيعك المَلسَى‏"‏ أي البيعة المَلسَى، وفَعَلَى يكون نعتاً، يُقَال‏:‏ ناقة وكَرَى، أي قصيرة، وحمار حَيَدَى، كثير الحيُود عن الشيء، وكذلك جَمَزَى وشَمَخَى في النعوت، والعَهْدَة‏:‏ التَّبِعَةُ في العيب، ومعنى ‏"‏لاَعهدة‏"‏ أي تتلمَّس و تنفلت فلاَ ترجع إلي‏.‏‏[‏ص 284‏]‏

يضرب لمن يخرج من الأمر سالماً لاَ له ولاَ عليه‏.‏

قَالَ أبو عبيد‏:‏ يضرب في كراهة المعايب

3881- ما أُبَاليهِ عَبْكَةً

قَالَوا‏:‏ العَبَكَة والحَبَكَةَ‏:‏ الحبة من السَّوِيق يضرب في استهانة الرجل بصاحبه‏.‏

قَالَ الأَصمعي‏:‏ ومثلُه

3882- مَا أُبَالِيهِ بَالَةً

قَالَ أبو عبيد‏:‏ ومثل هذا المثل قد يضرب في غير الناس، ومنه قول ابن عباس رحمهما الله وسُئِل عن الوضوء من الَّلبن، فَقَالَ‏:‏ ما أباليه بَالةً، اسْمَحْ يُسْمَحْ لك‏.‏

قَالَ أبو عبيد‏:‏ العبكة‏:‏ الوذَحَة، وهي ما يتعلق بأذناب الشاء من البَعَرِ

ويُقَال‏:‏ الَّلبكَة في قولهم‏:‏

3883- ما نَقَصَ عِنْدَهُ عَبَكَةَ ولاَ لَبَكَةً

القِطْعةُ من الثريد، ويُقَال‏:‏ العَبَكَةَ شيء قليل من السمن تبقى في النِّحْى‏.‏

ونصب ‏"‏عبكة‏"‏ في قوله ‏"‏ما أباليه عبكة‏"‏ على المصدر، كأنه أراد أن يقول ‏"‏ما أباليه بالة‏"‏ فأقام عبكة مُقَامه‏.‏

3884- المَرْءُ تَوَاقٌ إلى مَالَمْ يَنَلْ

يُقَال‏:‏ تاقُ الرجلُ يَتُوق تَوَاقَاناً، إذا اشتاق، يعنى أن الرجل حريصٌ على ما يمنع منه، كما قيل‏:‏

أحَبُّ شيءٍ إلى الإنسانِ مَا امْتَعَنَا

‏(‏المحفوظ‏:‏ وحب شيء إلى الإنسان ما منعا بحذف الهمزة من ‏"‏أحب‏"‏ كما حذفت من خير وشر، وببناء ‏"‏منع‏"‏ للمجهول‏.‏‏)‏

3885- المَدْحُ الذَّبْحُ

أي من مُدِح وهو يَغْتَرُّ بذلك فكأنه ذُبح، جعل ضرره كالذبح له‏.‏

3886- ما يُمْعِنُ بِحَقَيَّ وَلاَ يُذْعِنُ

يُقَال ‏"‏أمْعَنَ بحقه‏"‏ إذا ذهبَ به، و‏"‏أذعن‏"‏ إذا أقرَّ

يضرب للغريم لاَ ينكر حقك ولا يقر به، ولكل من عَوَّقَ في أمر‏.‏

3887- مَنْ شَرٍّ ما أَلْقَاكَ أهْلُكَ

يقول‏:‏ لو كان فيك ما تحاماك الناسُ، ويروى ‏"‏من شر ما طَرَحكَ‏"‏

يضرب للبخيل يَزْهَدُ فيه الناس‏.‏

3888- مالَهُ ثَاغِيَةٌ وَلاَ رَاغِيَةٌ

الثاغية‏:‏ النَّعْجَة، والراغية‏:‏ الناقة، أي ماله شيء‏.‏ ومثله‏:‏

3889- مالَهُ دَقِيقَةٌ وَلاَ جَليلَةٌ

فالدقيقة‏:‏ الشاة، والجليلة‏:‏ الناقة‏.‏ ‏[‏ص 285‏]‏

3890- مالَهُ دَارٌ وَلاَ عَقَارٌ

يُقَال‏:‏ العَقَار النَّخْل، ويُقَال‏:‏ هو مَتَاع البيت‏.‏

3891- ما فِي الدَّار صَافِرٌ

قَالَ أبو عبيد والأصمعي‏:‏ معناه ما في الدار أحد يُصْفَرُ به، وهذا مما جاء على لفظ فاعل ومعناه مفعول به، كما قيل‏:‏ ماء دافق، وسر كاتم، وقَالَ غيرهما‏:‏ ما بها أحدٌ يصفر

3892- ما حَجَّ ولَكِنَّهُ دَجَّ

يُقَال‏:‏ هم الحاجُّ والداجُّ، قَالَوا‏:‏ الداج الأعوان والمُكَارُون، ويُقَال‏:‏ الداجُّ الذي خرج للتجارة، وهو من يدَجَّ يَدِجُّ دَجِيجَاً أي دبَّ‏.‏

3893- ما أنْكِرُكَ مِنْ سُوءٍ

أي ليس إنكاري إياك من سوءٍ بك لكني لاَ أُثْبِتُكَ

3894- ما عِنْدَهُ طَائِلٌ وَلاَ نَائِلٌ

الطائل‏:‏ من الطَّوْل، وهو الفَضْل، والنائل‏:‏ من النَّوَال وهو العَطِية، والمعنى ما عنده فضل ولاَ جود‏.‏

3895- ما عِنْدَهُ خَيْرٌ ولاَ مَيْرٌ

الخير‏:‏ ‏"‏ كل ما رُزْقه الناس من متاع الدنيا، والمير‏:‏ ما جُلب من المِيرَة، وهو ما يتقوَّتُ فيتزود، أي ليس عنده خَيرٌ عاجل ولاَ يرجى منه أن يأتى بخير‏.‏

3896- مالي في هذا الأمر دَرَكٌ

أي منزلة ومٌرْتَقَى، وأصل الدَّرَكِ حَبْلٌ يشدُّ في العَرَاقى ويشدُّ فيه الرِّشَاء لئلاَ يبتلَّ الرِّشاء، والمعنى مالي فيه منفعة ولاَ مَدْفَع عن مضرة‏.‏

3897- اسْتَمْسِكْ فَإنَّكَ مَعْدُوٌّ بِكَ

يضرب في موضع التحذير؛ فإن المقادير تسوقك إلى ما حُمَّ لك

ومنه قول الحسن ‏"‏من كان الليل والنهار مَطِيَّتَهُ فإنه يُسَارُيه وإن كان مقيماً، وقول شُرَيح في الذين فَرُّوا من الطاعون‏:‏ ‏"‏إنَّا وإيَّاهم من طالبٍ لَقَريبُ‏"‏

3898- أُمِرَّ دُونَ عُبَيدةَ الوَذْمُ

أي أحْكِمَ، والوَذْم‏:‏ سَيْر يشدُّ به أذن الدلو‏.‏

يضرب لمن أحكم أمر دونه ولاَ يُشْهِدُونه

‏(‏نظير قول الشاعر‏:‏

ويقضى الأمر حين تغيب تيم * ولاَ يستأمرون وهم شهود‏)‏

3899- ما تَئِطُّ مِنِّى حَاسَّةٌ

أي ليس عندي عَطْف ولاَ رقة‏.‏‏[‏ص 286‏]‏

3900- ما هَذَا الشَّفَقُ الطَّارِفُ حُبىَّ

الشَّفَق‏:‏ الشفقة، والطارف‏:‏ الحادث وحُبَّى‏:‏ اسم امرأة‏.‏

3901- مالذُّبَابُ ومَا مَرَقَتُهُ

يضرب في احتقار الشيء وتصغيره‏.‏

3902- مَا يَدْرِي مَا أبي مِنْ بَنِىَّ

أي لاَ يعرف هذا من هذا، ويروى ‏"‏ما يدرى أي من أي‏"‏ قَالَه أبو عمرو‏.‏